ام عمر Admin
المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 11/12/2011
| موضوع: لشخصيه الترآثيه الفكآهيه ( جحآ ) الأحد يناير 01, 2012 9:02 pm | |
| شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة ونسبت الى شخصيات عديدة عاشت في عصور و مجتمعات مختلفة. وفي الأدب العربي، نسب حجا الى أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية وهو أقدم شخصيات جحا والنكات العربية تنسب له. وفي الأدب التركي، نسبت قصص جحا الى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاش قي قونية معاصرا الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له.
شخصية جحا إختلف الرواة والمؤرخون في شخصية جحا. فصوّره البعض كمجنون أو أبله. وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة. أجتمعت كلها على أن له حمار يشاركه ثصصه. وقي أشد حالات البلاهة، تجد عنده حب و تقدير للفكاهة.
انتشار قصصه: كل شعب وكل أمة صمّمت لها (جحا) خاصاً بها بما يتلاءم مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها. ومع أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف أيضاً، ولكن شخصية (جحا) المغفّل الأحمق وحماره لم تتغيّر. بعودة بسيطة إلى التاريخ تكتشف أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، مما يدل انها كونت شخصياتها بناء على شخصية دجين العربية الذي سبقهم. بل إنك تجد الطرائف الواردة في كتاب "نوادر جحا" (أي جحا العربي) المذكور في فهرست ابن النديم377ه) هي نفسها مستعملة في نوادر الأمم الأخرى ولم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية مما يدل على الأصل العربي لهذه الشخصية
تمثال لجحا في بخارى
جحا العربي أقدم قصص جحا تعود للقرن الأول الهجري أي القرن السابع الميلادي وتعود لدُجين بن ثابت الفزاري. وروى عنه أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون. قال الشيرازي: "جُحا لقب له، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه". وقال الحافظ ابن عساكر أنه عاش أكثر من مائة سنه وذكر أن جُحا هو تابعي، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به. وذكر جحا هذا في كتب الجلال السيوطي، والذهبي، و الحافظ ابن الجوزي الذي قال: " ... و منهم (جُحا) و يُكنى أبا الغصن ،و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍ و ذكاء. إلا أن الغالب عليه التَّغفيل، و قد قيل: إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات.
من نوادر جحا العربي
وقال الميداني: "هو رجل من فزارة. وكان يكنى أبا الغصن. فمن حمقه أن عيسى بن موسى الهاشمي مر به وهو يحفر بظهر الكوفة موضعاً فقال له: مالك يا أبا الغصن? قال: إني قد دفنت في هذه الصحراء دراهم ولست أهتدي إلى مكانها. فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها علامة. قال: قد فعلت. قال ماذا? قال: سحابة في السماء كانت تظلها ولست أرى العلامة. ومن حمقه أيضاً أنه خرج من منزله يوماً بغلس فعثر في دهليز منزله بقتيل فضجر به، وجره إلى بئر منزله فألقاه فيها، فنذر به أبوه فأخرجه وغيبه وخنق كبشاً حتى قتله وألقاه في البئر. ثم أن أهل القتيل طافوا في سكك الكوفة يبحثون عنه فتلقاهم جحا فقال: في دارنا رجل مقتول فانظروا أهو صاحبكم. فعدلوا إلى منزله، وأنزلوه في البئر فلما رأى الكبش ناداهم وقال: يا هؤلاء، هل كان لصاحبكم قرن? فضحكوا ومروا. ومن حمقه أن أبا مسلم صاحب الدولة لما ورد الكوفة قال لمن حوله: أيكم يعرف جحا فيدعوه إلي? فقال يقطين: أنا، ودعاه، فلما دخل لم يكن في المجلس غير أبي مسلم ويقطين فقال: يا يقطين، أيكما أبو مسلم
جحا الرومي
هو نصر الدين خوجه الرومي تركي الأصل من أهل الأناضول. مولده في مدينة (سيورى حصار) ووفاته في مدينة (آق شهر). تلقى علوم الدين في آق شهر وقونية وولي القضاء في بعض النواحي المتاخمة لآق شهر، ثم ولي الخطابة في (سيورى حصار) ونصب مدرساً وإماماً في بعض المدن، وساح في ولايات قونية فأنقرة فبورصه وملحقاتها . كان واعظاً مرشداً صالحاً، فيأتي بالمواعظ في قالب النوادر، وله جرأة على الأمراء والقضاة والحكام، وكثيرا ماكانت الحكومة تستقدمه من (آق شهر) إلى العاصمة يومئذ (قونية). وكان عفيفاً زاهداً يحرث أرضه، ويحتطب بيديه، وكانت داره محطاً للواردين من الغرباء والفلاحين، ويذكر أن وساطته أنقذت بلدته من تيمورلنك الجبار الطاغية المغولي في القرن ال4 عشر الهجري.
أما زمنه، فالراجح أنه كان في عهد السلطان أورخان. وظل حتى عهد السلطان ييلديرم، أي في أوائل القرن السابع للهجرة، وعاش إلى سنة 673ه ، وتوفي عن نحو ستين عاماً قبره الآن في تركيا ومكتوب عليه "نصر الدين خوجا المشهور بجحا" جحا نجم التراث الفكاهي ..عربي من فزارة وليس من أواسط آسيا
تعد شخصية جحا أشهر شخصية تراثية فكاهية, ويعد حماره أشهر الحمير,
وهو دائما حمار هزيل وضعيف و جائع ولا يجد مكانا يؤويه, وحاول الأدب العربي والعالمي مزاحمته بعدد من الحمير مثل حمار الحكيم لتوفيق الحكيم وحمار سانشو في رواية دون كيشوت للكاتب الإسباني سرفانتس ولكن حمار جحا ظل الأشهر عند عامة الناس . جحا في التراث الشفوي العربي أصل الضحك والدعابة والنكتة والتحايل على ظروف الحياة, وأخطأ كثيرون عندما اعتبروا أن شخصية جحا العربية اقتبست من الأمم الأخرى, وأنها دخيلة على التراث العربي, ويؤكدون أن جحا الحقيقي من أواسط آسيا واسمه نصر الدين خوجه . ربما كان لكل شعب جحاهم, لكن شخصية جحا موجودة في التراث العربي قبل ظهور جحا الآسيوي بعدة قرون, فقد ظهر جحا العربي في أواخر الدولة الأموية واسمه الكامل دجين أبو الغصن بن ثابت البصري وعاش في الكوفة وتوفي سنة 160 هجرية.
وكان التلفزيون السوري أول تلفزيون عربي يصوره في الدراما, وأظن أن الفنان أحمد عداس هو الذي أدى دور جحا العربي أبو الغصن في أوائل الستينيات, ومنذ مدة ظهر جحا في الدراما المصرية والجزائرية كما ظهرت شخصية جحا في أفلام عربية وهندية وروسية وصينية, ومن الممثلين الذين أدوا شخصية جحا في السينما كمال الشناوي وعمر الشريف, وفي التلفزيون الفنان الجزائري حكيم دكار الذي أدى حتى الآن سلسلة من ثلاثة أجزاء, صور منها في سورية الجزء الثاني كاملا في سورية ومشاهد عديدة من الجزأين الأول والثالث . نوادر جحا
مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم: جلس الشيخ نصر الدين أفندي ، يوماً على منصه الوعظ في أحد جوامع (( آق شهر )) ، و قال: أيها المؤمنون, هل تعلمون ما سأقوله لكم؟ فأجابه السامعون: كلا, لا نعلم. قال: إذا كنتم لا تعلمون, فما الفائدة من التكلم, ثم نزل. وعاد في يوم آخر فألقى عليهم نفس السؤال, فأجابوه, هذه المرة: أجل إنا نعلم. فقال: ما دمتم تعلمون ما سأقوله فما الفائدة من الكلام؟ فحار الحاضرون في أمرهم واتفقوا فيما بينهم, على أن تكون الإجابة في المرة القادمة متناقضة, قسم يجيب: لا, وقسم يجيب: نعم, ولما أتاهم المرة الثالثة, وألقى عليهم سؤاله الأول, اختلفت أصواتهم بين: لا ونعم فقال: حسناً جداً مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم. الحمير: كان جحا راكباً حماره حينما مر ببعض القوم وأراد أحدهم ان يمزح معه فقال له : يا جحا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك فقال جحا : هذا طبيعي لأن الحمير تعرف بعضها. حمام فوق المئذنة: دخل الحمام يوماً و كان السكون فيه سائداً فأنشأ يتغنى فأعجبه صوته فحدثته نفسه بأنه لا يجوز أن يبخل بنعمة صوته البديع على إخوانه المسلمين. مما أسرع ما خرج من الحمام قاصداً الجامع حيث صعد إلى المئذنة و بدأ ينشد بعض التسابيح في ساعة أذان الظهر ، فاستغرب المارة هذا الأمر و كان صوته خشناً مزعجاً فناداه أحدهم قائلاً: " ويحك يا أحمق ! مالك تزعج الناس بهذا الانشاد بصوتك المزعج و في مثل هذه الساعة ؟" فأجابه من أعلى المئذنة: يا أخي لو أن محسناً يتبرع لي ببناء حمام فوق هذه المئذنة لأسمعتك من حسن صوتي ما ينسيك تغريد البلابل! هاتها تسعة و لا تزعل: رأى في منامه أن شخصاً أعطاه تسعة دراهم بدلاً من عشرة كان يطلبها منه فاختلفا و لما احتدم بينهما الجدال انتبه من نومه مذعوراً فلم يرى في يده شيئاً ، فتكدر و لام نفسه على طمعها ، و لكنه عاد فاستلقى في الفراش و أنزل تحت اللحاف و مد إلى خصمه الموهوم قائلا : هاتها تسعة و لا تزعل ! الرأس: توجه جحا مع أحد أصحابه إلى الصيد فرأيا ذئباً وطمعا في فروته، فركضا وراءه إلى أن دخل تحت جحر، فأدخل الرجل رأسه كي يعرف مكان وجوده ويمسكه، فقطع الذئب رأسه، وجحا واقف بجانبه أكثر من ساعة، رأى أن رفيقه لا يطلع، فسحبه إلى الخارج وشاهده من دون رأس فافتكر في نفسه هل كان معه رأس أم لا؟ فعاد إلى البلد وسأل زوجة صديقه: أن اليوم حين خروج زوجك معي هل كان رأسه معه أم لا. نواة البلح: رأته امرأته يأكل تمراً ولا يخرج نواه، فقالت: ماذا تصنع كأني بك تأكل التمر بنواه؟؟! فقال لها: طبعا آكله بنواه لأن البائع وزنه مع النواه، ولو اخرج نواه لما باعه بسبع بارات ، اما وقد اعطيته الثمن دراهم بيضا ، فهل ارمي في الزقاق شيئا اشتريته بدراهمي؟؟؟! الحصان والثور: دعاه تيمورلنك لركوب دابته والدخول في ميدان السباق ولعب الجريد، فذهب إلى الإسطبل وركب ثوراً هرماً وجاء به، فلما رآه الناس ضحكوا وضجوا فسأله تيمورلنك: كيف تدخل ميدان السباق بهذا الثور؟؟! فأجابه جحا: إنني جربت هذا الثور منذ عشر سنوات، فكان يسابق الطير في ركضه، فكيف يكون الآن؟؟! الحمار المخللاتي: أخذ جحا يبيع مخللاً ، وقد ابتاع أدوات المخلل مع حمار المخللاتي، فكان الحمار يعرف البيوت التي تشتري منه ، وكلما نادى الشيخ : مخلل ......مخلل كان الحمار ينهق في تلك الأزقة المزدحمة ويغطي بنهيقه صوت جحا، فغضب منه. وذات يوم وصل إلى محلٍ مزدحم ، وأخذ الشيخ ينادي : مخلل مخلل، فسبقه الحمار إلى النهيق. فالقى جحا له المقود على عاتقه وحملق بعينيه، وقال: أنظر يا هذا أأنت تبيع المخلل أم أنا؟؟ طول الأرض: قالوا لجحا يوماً : أنت عالم، فنرجوا ان تحل لنا هذا السؤال؟؟ قال: وما هو؟ قالوا: الدنيا كم ذراع؟ وإذا بجنازة مارة، فاشار جحا إلى التابوت وقال: هذا السؤال يرد عليه هذا الميت، فاسألوه لإنه ذرع الأرض وسار. مذهب: سأل جحا أحد جماعة تيمور لنك: ما مذهبك؟ فاجابه الرجل بعد أن وضع يده على صدره متواضعاً متذللاً : الامين تيمور كوركان فقال أحد الحاضرين : اساله يا سيدي من نبيه؟ فقال جحا: لماذا أساله، فإذا كان إمامه المعتقد تيمور الأعرج، فبالطبع يكون نبيه جنكيز السفاك سجود: سافر جحا إلى احدى المدن ونزل في أحد خاناتها ففي اليوم التالي قال لقيم الخان: يا أخي إني اسمع طول الليل قرقعة في سقف الغرفة التي نمت فيها فياليتك تاتي بنجار ماهر ويكشف على أخشابها ليرى ما فيها فقال له القيم: يا سيدي هذا البناء قوي لا يتهدم، وليس ما تسمعه الا تسبيحاً بحمد الله الذي يسبح بحمده كل ما في الوجود. فأجابه جحا قائلا:ً صدقت وإنما خوفي العظيم من تسبيحه وتهليله لأني أخاف ان تدركه رقة فيسجد سجدة طويلةً على غير إنتظار. ضاع الحمار بمفرده: ضاع حماره فأخذ يفتش عنه ويحمد الله شاكراً، فسألوه: لماذا تشكر الله، فقال: أشكره لأني لم أك راكباً على الحمار ولو كنت راكباً عليه لضعت معه. الخرج: كان جحا ضيفاً في إحدى القرى فضاع خُرجه ، فقال لأهل القرية: إما أن تجدوه لي وإلا فإنني أعرف ماذا أصنع وكان الفلاحون يعرفون أن جحا من أعيان البلدة، حارو في أمرهم وصاروا يفتشون له عنه حتى وجدوه وردوه له ، فتقدم أحدهم إليه وقال له: ما ذا كنت تصنع فأجابه: عندي بساط قديم كنت سأجعله خُرجا |
| |
|