صرخة الظلام !!!

حينما تضيق بك الأرض ..
ويصمت فيك الجرح ..
ثم يتدفق من قلبك .. بركانا ..
تلتهب معه الآلام ..


حينما تظلم الدنيا أمام عينيك ..
فاقدا كل أحلامك ..
ومتجردا من أفراح ..
طالما نسجها خيالك أمام صحراء ..
كانت يوما حديقة ملأى بزهور الأماني وشذى الهمم ..


حينما تختنق في قلبك لا عينك العبرات .. ثكلى ..
لاتدري لمن تبث شكواها ..
ولا تجد من يقوى على تضميد جرحها ..


حينما تقف ضعيفا ..
لا حول لك ولا قوة ..
على أرض اتسخت بلعاب الذئاب ..
وأنّت من غربة الضعفاء ..


حينها ألق بنفسك ..
ومرّغ أنفك في سجود .. ولا أطهر ..
واصرخ بملء فيك:


يا الله


اخضع له وناده ..


يا قوي ... قد أخذتنا الدنيا .. ولكنا بضعفنا عدنا ..


قد قيدتنا جراحها .. ولكنا لعفوك انطلقنا ..


قد سجنتنا شهواتها ..

فهل لنا بعفوك .. جنة ؟




ضعيف أنت .. إن لم تكن بربك قوي ..
وفقير .. إن لم تسترزق الغني ..
وذليل .. إن لم تنكسر للعزيز الجبار


كل ضحكاتك وبسماتك وأفراحك ..
تتراءى أمام أنظارك ..
رمادا في لحظة ألم ..
لحظة .. تعادل بمرارتها سنوات ..
وتقف أمامها .. مكتوف اليدين ..

حائرا ..
لكن .. رغم بحار ذنوبك ..
تسقط قطرة خشية من عيون ..
نزف فيها القلب دما ..
واستغاثت الروح ندما ..
وتتساقط معها رحمات الغفّار .. الودود ..
أمطارا تغسل عنك همومك ..


وحده القريب ..
يعلم ما في نفسك ..
وإن خوّنك الصديق ..


وحده العليم ..
يرحم غربتك وضعفك ..
وإن تخاذل عن نصرتك البشر كلهم ..


وحده الرحيم ..
يفرّج كربك ..
ويشفي ما في صدرك ..
وإن خرست أفواه الحق ..


وحده العزيز ..
يستحي أن يردّ يديك خائبتين ..
فيعطيك سؤلك ..
ويهبك عزّتك ..
رغم تقصيرك وبعدك ..


قد نغيب ..
لكن الأفق الرحب ..
يشتاق للشروق ..


قد نظلم ..
لكن ظلاما ..
تتفجّر منه خيوط الفجر .. ضياء ..


هاهو فجرنا ..
ينسج حنينا لقرآن وحياة ..
ربما طال البعد ..
لكن باب الرحمة ما كان ليغلق ..
وإن غلّقت أبواب العباد ..