موضوع: اجعل الله صاحبا. الإثنين يناير 02, 2012 3:14 am
اجعل الله صاحبا .... ودعِ الناس َ جانبا ... قال : صحبة غير الله ضياع ..ثم حسرة الأبد ..! فاجعل الله صاحبا ، ودعِ الناسَ جانبا ...! قلت : ما ليَ بدٌ من الخلق ..! قال : فاصحبْ من يعينك على طاعة الله سبحانه ، ويشدك إليه ، ويربطك به .. وانبذ عنكَ من يشغلك عن ربك جل جلاله .. ووطن نفسك على أن كل من شغلك عن ربك ، ولو ساعة من نهار أو ليل ، فإنما هو قاطع طريق ليس إلا ..!! وهل يعقل أن تصاحب قاطع طريق ، ويميل إليه قلبك ..؟!
قلت : كثيراً ما اضطر إلى صحبة أمثال هؤلاء .. بسبب ظروف عمل أو صلات قرابة ، أو جوار أو دراسة ونحو ذلك .. قال : المضطر يأكل الميتة ، ولكن بقدرٍ ولا يزيد ..!! وهؤلاء كن معهم بقالبك ، أما قلبك فيبقى مشدوداً إلى الله سبحانه .! قلت : هذه تتعسر عليّ ..!! قال : أولاً وطن نفسك على أن هذا هو ميدان مجاهدتك لنفسك ، فإن صدقت الله في هذه المجاهدة ، ساق إليك الخير من حيث لا تحتسب كما قال : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .. ثم ذكّر نفسك دائماً : أنك ترغب أن تربح على الناس ،على أن يربحوا هم عليك !
قلت : زدني توضيحاً .. قال : اعلم أنه إذا انتصبت هذه الفكرة في عقلك واستقرت فيه ، فإنك لا تتعامل مع أحد إلا وأنت عازم على أن تربح عليه ما يزيدك قربا من ربك ، وليس العكس ! وهذا يجعلك تتعامل معه بما يكون سببا في زيادة رصيدك عند ربك سبحانه . وهناك ما هو أعجب من ذلك ..
قلت : ما هو ؟ قال : إذا صدقت في هذا ، وأحسنت مجاهدة نفسك في هذه الدائرة ، وجدت صداها وبركتها بوضوح ، هذه واحدة ، والثانية : أن عدوى هذه البركة ستسري إلى الطرف الآخر إن كان فيه خيراً ، شعر بذلك أو لم يشعر ..وبهذا تكون قد ربحت مرتين !! قلت : هذا كلام جديد والله أسمعه لأول مرة ..فجزاك الله عني خيراً ..
قال : المعاني التي تحرك القلوب إلى الله وتهيجها لمزيد من القرب منه ، تبقى جديدة أبداً ، وكلما أعدتها ازدادت صقلاً ! وكلما انفعلت معها وأنت تتحدث عنها ، شعر الطرف الآخر كأنه يسمعها لأول مرة !!
قلت : الله أكبر .. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .. قال : نعم هو ما تقول .. ولكن الله جعل أسبابا وسن سنناً ، ومن عمل بتلك الأسباب ، وسار على تلك السنن ، منحه الكثير ، وأعطاه أكثر مما وعده ..
قلت : أسأل الله أن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته .. قال : فاحمد الله إذن حمداً كثيراً على أن يسر لك مثل هذه المعاني ، في الوقت الذي حرمها غيرك وهم بالملايين ...! قلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه كما يحب ربي ويرضى